تصور لو كانت هناك طريقة للتواصل مع أرواح القتلى والمنتحرين الإرهابيين لسؤالهم عن ما وجدوه بعد مقتلهم، وليجيبوا بأنهم لم يجدوا الشهوات التي اعتقدوا أنهم لا يفصلهم عنها سوى التعرض للقتل، وأنهم عالقون فيما أخبر عنه النبي من كون من ينتحر يبقى للأبد يكرر انتحاره أي يبقى للأبد يفجر نفسه ويحس بكل آلام تمزقه بل وأكثر من هذا إمكانية سؤالهم عن من تسببوا بجعلهم في هذا الحال من المتواطئين معهم في الدنيا، في الواقع هناك بالفعل طريقة للتواصل مع أرواح المتوفين، فالغرب لم يسبقنا فقط بالعلوم التجريبية والتطبيقية إنما أيضا بالروحية والتي أثبتوها بأدوات علمية، فتمرسوا بتطوير وتوظيف ترسانة من أنواع الأجهزة لرصد الكيانات الروحية غير المرئية وإعطائها القدرة على التواصل اللغوي حتى بصوتها الذي عرفت به في الدنيا أو بردود مكتوبة ومسموعة عبر جهاز يربط قاموسا للكلمات بدرجات طاقات مختلفة يمكن الروح من اختيار الكلمات «Ovilus»، وأجهزة قياس للتغيرات الدقيقة بالحقول الكهرومغناطيسية، ومقاييس الحرارة، حيث تتغير بوجود الأرواح، والتأين والتغيرات بالكهرباء الساكنة، ومستشعرات الحركة الفوق صوتية، وأيضا ما دون الحمراء، والكاميرات التي تصور أطياف الرؤية التي لا تبصرها العين البشرية مثل كاميرات الأشعة تحت الحمراء وكاميرات الطيف الكامل وكاميرات الرؤية الليلة، والكاميرات الحرارية، وكاميرات تجسد بهيئة بشرية رمزية وجود روح عبر رصد التغيرات بمؤشرات البيئة في حقل ليزر «Xcam SLS»، ومولدات «الضوضاء البيضاء-White noise» «Spirit Box» وهي موجات ترددات مختلفة كالراديو يمكن للكيانات الروحية استخدامها للتحدث، والمسجلات الرقمية الحساسة التي تسجل أصواتا غير مسموعة بالأذن «EVPs»، وهناك عشرت البرامج بالقنوات الناطقة بالإنجليزية عن التواصل مع أرواح المتوفين عبر هذه الأجهزة وأبرزها «Ghost Adventures» استضاف ضباط شرطة للإشراف على تحقيقاته حول أرواح ضحايا جرائم وأعطاهم اسم القاتل وأماكن دفنه لجثثهم عبر هذه الأجهزة، وتعاون مع علماء لتأصيل تحقيقاته مثل الأستاذ الجامعي بروفيسور علم النفس «»Andrew Nichols الذي حقق على مدار ثلاثة عقود بحالة حوالى ستمئة شبح روح، ومنها ما كان بتكليف من الجيش الأمريكي والشرطة وأسس الرابطة الأمريكية للباراسيكولوجي «AIP» والطبيبة وعالمة النفس المتخصصة بالباراسيكولوجي «Pamela Heath». وفقهاء المسلمين لم ينفوا إمكانية التواصل بين الأحياء والمتوفين كما في كتاب «الروح» لابن القيم الذي يزخر بشهادات عن تواصل المتوفين مع أهل الدنيا وأخبارهم بأسرار لهم كانت بالدنيا وأخبارهم عن ما وجدوه من أحوال بعد وفاتهم، وكتاب «من عاش بعد الموت» لابن أبي الدنيا.